كتب/صلاح الطاهري
في إحدي زوايا العالم هناك في بلدي المأسور في قبضة الإضطهاد ومعتقل الحرب والقطيعة والضياع والتشرد والمعاناة التي لا مفر منها.
حيثما تُواجه الكلمة بالرصاصة والحرية بالمعتقل والحقوق بالمصادرة والإنتهاك.
ومثلما يُكتب التأريخ بدماء الشهداء يُكتب أيضاً بحبر وبدم الصحفيين والناشطين الحقوقيين والعاملين في العمل الانساني والإغاثي.
وبمعركة الحياة والإنسانية وشرف المهنة تُواجه الكلمة بالظلم وبمزيد من الإستبداد والمُعتقل والإضطهاد والتعذيب والموت. ففي اليمن رغم بشاعة الصراع والحرب وطول أمدها وما الحقته من دمار في كل مقومات الحياة وسبل البقاء وكارثة ذلك معيشياً وإنسانياً علي الإنسان اليمني رغم ذلك مازالت الكلمة حتماً تنتصر حقيقة تقرأ وصوتاً يُذاع وصورة تُلتقط ومشهداً يُبث ويُنشر فثمة حرب من نوع أخر تدار هناك لاتقل ضراوةً وبشاعةً وهي حرب الكلمة مع المُستبد والصحفي مع الظالم الظلوم المتسلط.
والناشط الحقوقي مع سلطة الامر الواقع المنتهكة لكل حقوق وحريات الأدمية والإنسانية في اليمن
والعامل والموظف في العمل الإنساني الإغاثي مع سلطة المشروع المتخلف الاكثر إفكاً وأفترأءً وأبتزازاً للتدخل الأممي في مجال العمل الإغاثي والإنساني.
نعم ففي كل محافظة ومدينة يمنية قصص من حبر ودم، وكلمة ومعتقل، وحرية قُيدت وأُنتهكت وحقوق سُلبت وصُودرت
بين صحفي معتقل وحقوقي مطارد وإعلامي خرج ولم يعد.
الصحفي في اليمن بقائه في المعتقل ورقة رابحة للتفاوض والإبتزاز وبقائه في بلده ذل وموت بطيئ ونفيه منها تشرد وضياع إذا لم يكن هناك احد يقف بجانبه فهو المنسي في المعتقل المطارد في وطنه والمنفي المشرد خارج وطنه
يتخبطه السياسي حيثما يشاء لصالح نزواته وويتعقبة جهاز الامن والمخابرات ليغطي سوأته وفشله بأنتصار القبض عليه وتعذيبه حتي ينطق بهذيان التعذيب والموت فيُسجل له أعترافاً لينشره ويقدمه بمثابة إنتصاراً أمنياً عظيم
. الصحفي في اليمن والوطن العربي ككل هو اول المواجهين لسلطات الإستبداد ومشاريع الإنقلابات النازية المتطرفة وهو أول الضحايا والمنسي الذي لايُذكر
ورغم كل ذلك يُصر علي الثبات ونضال الكلمة ونقل الحقيقة وفي إيمان عظيم بدروه ورسالة الإعلام في نبذ العنف والتطرف والعنصرية والطائفية البغيضة.
يحضر في المحن والشدائد ويغيب في ترقيات الحكومات وكشوفات التكريم والإمتيازات
إنه قصة خالدة في تأريخ وحضرة السلطة الرابعة
ومهنة المتاعب التي قد يدفع ثمن حبر الكلمة دمه وحياته وتحيط به المخاطر المُحدقة من كل إتجاه ومع كل ذلك مازال يناضل ويكتب ومازال مستمر!