يواجه التحالف الثلاثي المسيّر لجماعة الدار البيضاء أزمة حادة تهدد استقراره الداخلي، في ظل اتهامات متزايدة بالإقصاء والتهميش بين مكوناته، التي تضم التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال.
بدأت بوادر التصدع تظهر جليًا، حيث أعرب أعضاء الفريق الاستقلالي عن استيائهم من تجاهلهم داخل المجلس الجماعي، رغم التزامهم بالتحالف ورغبتهم في المشاركة الفعالة في إدارة شؤون المدينة.
ووصف مصطفى حيكر، رئيس الفريق الاستقلالي، ما يدور بأنه “مؤامرة” لتهميش حزبه وإقصائه من مواقع المسؤولية.
وخلال الدورة الاستثنائية للجماعة، ندد حيكر بتفويت منصب نائب رئيس مقاطعة سيدي عثمان لعضو خارج التحالف، مما زاد من شعور الاستقلاليين بالإقصاء.
وقد تساءل حيكر:
“هل هذا تحالف أم مجرد تخربيق؟” داعيًا عمدة المدينة نبيلة الرميلي إلى ضرورة إعادة النظر في أسلوب إدارة التحالف.
ومن جهته، دعا سعيد الصابري، رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي، إلى تجاوز الخلافات السياسية والعمل معًا من أجل خدمة مصالح المواطنين، رغم أن الوقائع تشير إلى وجود شرخ واضح يهدد استقرار التحالف.
الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت مكونات التحالف قادرة على تجاوز هذه الأزمة وإعادة بناء جسور الثقة، أم أن المدينة مقبلة على مشهد سياسي جديد مع تحالفات مختلفة، في الوقت الذي يظل فيه الاستقرار السياسي لجماعة الدار البيضاء مهددًا بشكل غير مسبوق.