في مدينة يُفترض أن تُعبر مناراتها الثقافية والسياحية عن الانفتاح والتواصل، يعاني الصحافيون والمراسلون المحليون بالصويرة من واقع يُظهر الإقصاء المقنن لوسائل الإعلام. فالمعركة من أجل حرية الصحافة بالمدينة تبدو كأنها مجرد شعار فارغ، في ظل ممارسات يومية تمهد الطريق للتعتيم وتقص أجنحة الإعلام.
تُمرُّ العديد من الفعاليات الكبرى، مثل المهرجانات والمؤتمرات، دون أي مشاركة للإعلام المحلي، مما يُظهر أن الصحافي يُعتبر عدوًا ينبغي تحييده بدل شريكا في التنمية. لا دعوات تُوجه، ولا موارد تُوفر، بل يُمنع المصورون من الدخول وكأنهم متسللون، وليسوا مهنيين يسعون لنقل الأخبار.
الأكثر سوءاً، أن المؤسسات العامة تُظهر ازدواجية حادة في تعاملها مع المنابر الإعلامية، حيث تدعم تلك التي تنقل ما يُطلب منها فقط، بينما تتجاهل أو تُقصي كل صوت حر، مما يؤدي إلى انتشار نوع من الإعلام المُؤدلج ويخنق أي مساحة للنقد البناء.
ويعاني الجسم الصحافي المحلي أيضًا من التشتت والانقسام، حيث يفتقر إلى نقابة فعالة أو تنسيق جماعي، مع غياب للكلمة الموحدة. كل صحيفة أو موقع يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية، الأمر الذي يعيق بناء جبهة موحدة للدفاع عن الحق في التغطية والمعلومات.
كما تساهم الجمعيات والفعاليات المدنية في تفاقم المشكلة عبر الانغلاق على نفسها، متجاهلة أهمية الصحافة كشريك أساسي في الإنجاز والتواصل.
أمام هذا الوضع، لم يعد الأمر مجرد سوء تنسيق، بل يبدو كسياسة ممنهجة لتهميش الإعلام المحلي وإسكات أي صوت قد يسبب الإحراج أو يطرح التساؤلات. لذا، حان الوقت لبذل جهد حقيقي لاستعادة دور الصحافي بالصويرة، وإعادة الإعلام إلى مكانته الطبيعية كمرآة للمجتمع، وليس ككائن غير مرغوب فيه.