الإعلام الافريقي
مرزوكة، المغرب – تحولت منطقة مرزوكة، الواقعة في الجنوب الشرقي المغربي، من “بلدة صامتة” إلى واحدة من أبهى الوجهات السياحية في المملكة والعالم. فبفضل جهود محلية خالصة، استطاع الإنسان الصحراوي تحويل رمالها الذهبية إلى “معجزة” سياحية، شيّدت فنادق بمعايير عالمية وأسرت قلوب الزوار.
تُعرف مرزوكة الآن كـ”تجربة متكاملة تنسج خيوطها من الطبيعة والثقافة والمغامرة والسكينة الروحية”، حسب ما يؤكده أبناء المنطقة. ففي قلب “أسامر”، تمتد كثبان “عرق الشبي” الشاهقة، التي تعد من بين الأعلى في شمال إفريقيا، لتقدم مشهدًا طبيعيًا فريدًا يأسر الزائر عند شروق الشمس وغروبها، محولة المكان إلى “مزار روحي”.
سهولة الوصول ودمج السائح في الثقافة المحلية
رغم طبيعتها الصحراوية، أصبحت مرزوكة سهلة الوصول بفضل شبكة طرق حديثة وربط جوي عبر مطار الرشيدية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للرحلات من فاس ومراكش وغيرها من المدن.
ما يميز تجربة مرزوكة هو دمج السائح في ثقافة الساكنة المحلية. فالمهنيون في المنطقة يؤكدون أن “السائح ليس زبونًا؛ بل ضيفًا لا بد أن يُدمج في ثقافة الساكنة”. يتيح ذلك للزوار تذوق الطعام المحلي، والاستماع إلى الموسيقى التراثية، والمشاركة في الرقصات تحت ضوء القمر أو على إيقاعات “كناوة القرية” بالخملية، مما يجعل الزيارة “تجربة تذوق ثقافي بامتياز”.
أنشطة لا تُحصى وإقامة تجمع بين الأصالة والمعاصرة
تقدم مرزوكة مجموعة واسعة من الأنشطة التي تتجاوز مجرد الاستمتاع بجمال الصحراء. يمكن للزوار التزلج على الرمال، القيام بجولات بالسيارات رباعية الدفع أو الدراجات النارية والرباعية، وحتى استكشاف الكثبان بدراجات هوائية مجهزة خصيصًا للطرق الرملية.
أما الإقامة، فتتنوع بين المخيمات الرملية الساحرة، التي تجمع بين أصالة الحياة البدوية وراحة العصر الحديث، والفنادق والرياض وبيوت الضيافة التي طورتها المنطقة لتلائم جميع الأذواق والميزانيات. تتميز المخيمات بكونها مجهزة بكافة وسائل الراحة الضرورية، من مراحيض نظيفة ومياه جارية وكهرباء، مع الحفاظ على الجو التقليدي الأصيل.
مرزوكة.. وجهة استشفائية في الصيف
في فصل الصيف، تتحول مرزوكة إلى محطة استشفائية، حيث يقصدها الزوار للاستفادة من “الحمامات الرملية” التي تعتمد على دفن الجسم في الرمال الساخنة. هذا العلاج التقليدي، الذي توارثه السكان، معروف بفعاليته في التخفيف من آلام المفاصل والروماتيزم وتنشيط الدورة الدموية، خصوصًا في شهري يوليو وأغسطس حيث تبلغ حرارة الرمال ذروتها.
وفي ختام الأمر، تذكر مرزوكة زوارها بأنها ليست مجرد وجهة سياحية تُقاس بالصور، بل هي “حكاية شخصية لكل من وطأت قدماه الرمال”، تجربة تُعاش بكل الحواس وتبقى محفورة في الروح، وتقدم حياة “أبطأ، أعمق، وأجمل”.