الإعلام الإفريقي
تتصاعد جهود المغرب لمجابهة موجات الحر التي تزداد وتيرتها يوما بعد آخر، وذلك في إطار استجابة وطنية لظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي العالمي. وفي هذا السياق، يتابع حسين بوعابد، مسؤول التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية، توجهات التحذير عبر وسائل الإعلام بمختلف اللهجات المحلية، بما يشمل الفصحى، العامية، والأمازيغية، لضمان وصول التنبيهات لأوسع فئة من السكان، خاصة في المناطق الريفية.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، أوضح بوعابد أن بلاده تضع نصب عينيها أهمية نشر الإنذارات التحذيرية فور صدورها، وذلك بهدف توعية المواطنين بمخاطر الحرارة المرتفعة، وتشجيعهم على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
وفي ظل تواصل تزايد موجات الحر، خصوصا في ظل ظاهرة الاحترار المناخي، يسعى المختصون إلى تعزيز نظام الإنذار المبكر، الذي من المتوقع أن يكون أكثر فاعلية باستخدام تقنيات حديثة، بما في ذلك إرسال رسائل ذكية مباشرة إلى هواتف المواطنين.
وقد شهدت المملكة خلال العام الماضي أعلى مستويات الحرارة منذ بدء الرصد، مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار غير مسبوق، وتسجيل نقص في الأمطار بنسبة تقرب من 25 في المئة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة البيئية والاجتماعية.
ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، خاصة في مدن مثل بن جرير، التي بلغت فيها 46.4 درجة مئوية، يستمر سُعْر الصيف في الارتفاع، مع توقعات باستمرار الحالة طوال أشهر الصيف، وفق ما تفيده رئيسة المركز الوطني للمناخ، مريم اللوري.
وفي جهود حماية السكان، يؤكد مسؤولون على أهمية نشر الوعي بشأن إجراءات السلامة الصحية، من خلال حملات تنظمها وزارة الصحة، التي توجيهاتها تركز على حماية السكان خلال ساعات الحرارة القاسية، والنصائح الخاصة بارتداء الملابس الملائمة وتجنب التعرض للشمس المباشرة بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة بعد الظهر.
وفي المناطق الريفية، تتصاعد مخاطر لسعات العقارب والثعابين، مع إصابة الآلاف سنوياً، وهو ما دفع الوزارة إلى تكثيف حملات التوعية والوقاية، إضافة إلى العمل على تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية، بما في ذلك توفير علاج خاص يحد من وفيات هذه الحوادث.
وفي إطار جهود الحد من تأثيرات موجات الحر، يشدد خبراء على ضرورة تطوير البنى التحتية، خاصة في مجال الكهرباء والمياه، لضمان خدمة السكان في الأرياف، الذين يعانون من ضعف الوصول إلى هذه الموارد الأساسية. كما يقترح الاعتماد على تقنيات البناء التقليدية وتطويرها باستخدام العلم والتكنولوجيا النظيفة، كوسيلة فعالة للحد من آثار الحرارة.
بجانب الإجراءات الواقية، يبقى التوعية الصحية مطلباً أساسياً، مع توجيهات مستمرة من قبل وزارة الصحة، بهدف الحد من مخاطر أضرار موجات الحر، والحفاظ على سلامة السكان، خاصة في المناطق التي تتعرض لمخاطر مرتفعة، مثل الأرياف والمناطق ذات الظروف المناخية الحارة.