مكتب الرباط
تواصل جهود مدينة طنجة لتعزيز مكانتها كوجهة حضرية متطورة على المستوى المتوسط، من خلال مشاريع عمرانية ضخمة تعكس رؤيتها المستقبلية وتطلعاتها التنموية. في قلب هذه الديناميكية، يبرز مشروع “كاب تاورز” كواحد من أبرز المعالم التي تسهم في تحويل الواجهة البحرية الشرقية للمدينة، وتحقيق نقلة نوعية في المشهد العمراني والإقليمي.
ويقع المشروع في موقع استراتيجي بمحج محمد السادس، بين الميناء الترفيهي “مارينا باي” ومحطة قطار “البراق” فائق السرعة، مما يجعله نقطة اتصال حضرية نابضة تعكس الانفتاح المستمر لطنجة على البحر والتكنولوجيا والبنيات الذكية.
ويُعد “كاب تاورز” أول مشروع سكني رأسي كبير من نوعه في هذا الجزء من الساحل، حيث يتكون من سبعة أبراج عالية متعددة الطوابق، بالإضافة إلى وحدات إدارية وخدمات متكاملة تتضمن فضاءات مشتركة، مواقف تحت أرضية، ومرافق تلبي احتياجات فئة النخبة. ويمنحه تصميمه المعماري المتميز هوية فريدة تنسجم مع البيئة البحرية، ويعكس رؤية حديثة للحياة الحضرية ذات الجودة العالية.
لا يقتصر مشروع “كاب تاورز” على كونه إنجازًا عمرانيًا فريدًا، بل يمثل استجابة لرؤية أوسع تهدف إلى إعادة توظيف المجال الساحلي، الذي كان يسود فيه الطابع الصناعي واللوجستي، ليصبح اليوم فضاءً متكاملاً للحياة العصرية، يعبر عن طموحات طنجة كمدينة ذات إشعاع دولي متنامي.
وتظهر مكونات المشروع وعيًا عميقًا بمستلزمات السكان الرفيعي المستوى والوافدين، من خلال دمج الرفاهية مع الوظائف الحضرية الحديثة، سواء على مستوى البنية التحتية أو الخدمات المقدمة، وفق تصورات عمرانية مستدامة تراعي الجودة المعمارية والتكامل المجالي.
وباعتباره رهانًا استثماريًا ذو قيمة عالية، يعكس “كاب تاورز” ثقة القطاع العقاري في جاذبية طنجة وموقعها كوجهة مفضلة للعيش والاستثمار، خاصة في ظل تصاعد موجة التحول نحو مدن ذات قطاب متنوع، قادرة على استقطاب الكفاءات والمبادرات الاقتصادية من داخل البلاد وخارجها.
وفي سياق ذلك، يُعد المشروع إضافة إلى سلسلة من المبادرات التي تسعى إلى تعزيز صورة طنجة كمدينة عالمية، تتوازن فيها الأصالة مع الانفتاح، وتقدم أنماط حياة راقية تحترم الخصوصية المجالية، وتستثمر في مستقبل مستدام.
وفي النهاية، يظل “كاب تاورز” شهادة على مرحلة جديدة من التحول الحضري، تؤكد أن الواجهة البحرية لطنجة لا تقتصر على كونها نقطة عبور، بل فضاء حيًا ومتطورًا يعزز الاستقرار والفرص الاستثمارية، ويضع المدينة على خريطة المدن الذكية والمتقدمة.