مكتب الرباط
على مدى 69 عاماً، يعاني سكان جماعة أولاد عيسى بإقليم الجديدة من تدهور وضعية الطريق الرابط بين الجماعة ومروراً بجماعة سبت سايس، مرورا بتراب زاوية سايس، حيث تزداد الحالة سوءًا عاما بعد آخر. فطول الطريق وضيقها، بالإضافة إلى انتشار الحفر العميقة على طولها، جعل منها بمثابة جريمة صامتة تكرس العزلة والتخلف التنموي.
وفي زمن يُعد فيه توفر البنيات التحتية من أولويات التنمية، يظل هذا المسلك الطرقي يصفع بوجوه الساكنة التي تعيش حصارا حقيقيا، إذ يجعل من الطرق الوطنية والإقليمية والجهوية، بما في ذلك الطرق التقليدية “التوفنة”، أدوات أساسية لربط المناطق الداخلية بالعالم الخارجي، وهو ما لا يتحقق هنا.
وتتميز الصور التي توصلت بها الجريدة بحالة الطرق المؤدية من مركز أولاد سعيد إلى أولاد علي، وصولاً إلى زاوية سيدي غانم، والتي تظهر بوضوح الحالة الكارثية التي آلت إليها البنية التحتية، في مشهد يعكس حجم الإهمال والتجاهل لمسؤولية التنمية المستدامة.
وفي ظل هذا الواقع المزري، تبرز الحاجة الملحة لتحرك فوري وفعلي من قِبل الجهات المعنية لإعادة بعث حياة جديدة لهذا المسار، الذي أصبح عنوانا للمعاناة والتخلف، وضرورة جعل الطريق أولويتهم الوطنية، لتحقيق تنمية عادلة ومستدامة في قلب المنطقة.