مكتب الرباط
تعيش الشابة الصحراوية، صفية، البالغة من العمر 28 عامًا، وضعًا إنسانيًا مؤلمًا في الجزائر، حيث تعتبر ضحية احتجاز قسري واحتجاز غير قانوني منذ أكثر من سنة ونصف، بعد هروبها من مخيمات تندوف.
بدأت قصة صفية التي تعيش الآن في الجزائر العاصمة بعد رحلتها القصيرة من المخيمات إلى إسبانيا، في فبراير من العام الماضي، عندما قصدت مخيمات تندوف للاطمئنان على والدتها البيولوجية في إجازة عائلية اختتمت بكابوس. إذ تم احتجازها بشكل غير قضائي بعد إخفاء جواز سفرها، ثم تم توريطها في محاولة تزويج قسرية، مع تهديدات بالقتل من طرف أحد أقاربها، بينها عمها.
وفي مايو 2024، استطاعت صفية الهروب من المخيمات، والوصول إلى الجزائر، بين أمل بالمساعدة والعودة إلى إسبانيا، حيث أصدرت القنصلية الإسبانية وثيقتي عبور رسميتين لها، ولكن سلطات الجزائر رفضت السماح لها بالمغادرة، بحجة عدم موافقة عائلتها في المخيمات، رغم أن الأمر لا يتطلب ذلك قانونيًا.
وفي ظل رفض السلطات الجزائرية، تعيش الآن في ظروف مأساوية، حيث تقضي أكثر من 19 شهرًا مختبئة في غرفة صغيرة، تتنقل فيها فقط عند الضرورة القصوى، متحالفة مع الخوف من ترحيلها أو تعرضها لمزيد من التضييق.
وتوصلت القضية إلى البرلمان الإسباني، حيث أطلق برلمانيون نداءً للمطالبة بالإفراج عن صفية وضمان حقها في الحرية والتنقل، فيما تواصلت جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في محاولة للتدخل، دون نتائج ملموسة حتى الآن.
هذه الحالة ليست فردية، إذ تفضح جهود سلطات البوليساريو والممارسات القمعية ضد النساء الصحراويات، حيث تتكرّر حالات الاختطاف والاحتجاز غير القانوني، في ظل حالة من الصمت الدولي وعدم اتخاذ إجراءات ردعية ضد هذه الممارسات، التي تمس الحقوق الأساسية والكرامة الإنسانية.