انطلقت مساء الخميس 9 أكتوبر 2025 فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة بمدينة الجديدة، والتي تمتد على مدى أربعة أيام، من 9 إلى 12 أكتوبر، تحت شعار “السينما والحريك ـ الهجرة السرية”، في تظاهرة ثقافية وفنية تسعى إلى إلقاء الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية ملحة من خلال عدسة الفن السابع.
ويجمع المهرجان بين العروض السينمائية والتكريمات والندوات ذات الصلة بالهجرة والهوية، ضمن برمجة غنية ومتنوعة تستقطب فنانين ونقاداً ومهتمين بالشأن السينمائي من داخل المغرب وخارجه.
وقد تميز حفل الافتتاح، الذي احتضنه مسرح عفيفي، بحضور عدد من المسؤولين المحليين وشخصيات ثقافية وفنية وإعلامية، وسط أجواء احتفالية جمعت بين الإبداع الفني والهوية التراثية.
وشهد الحفل تقديم فقرات موسيقية تراثية، تلاها تكريم الفنان والموسيقي والممثل يونس ميكري، أحد رموز الأغنية المغربية الحديثة، والذي تفاعل مع الجمهور بأداء حي لأغنيته الخالدة “ليلى طويل”، التي ما تزال تحظى بمكانة خاصة في الذاكرة الفنية المغربية.
وفي كلمة مؤثرة، قدّم مدير المهرجان والناقد السينمائي خالد الخضري شهادة في حق المحتفى به، استعرض فيها محطاته الفنية وأعماله السينمائية، مذكرا بمشاركته في فيلم “جوق العميين” للمخرج محمد مفتكر، والذي تم عرضه بالمناسبة في افتتاح الدورة.
كما أشاد الخضري في كلمته بجمهور مدينة الجديدة، وبدعم الشركاء المحليين والوطنيين الذين ساهموا في استمرار هذه التظاهرة التي أصبحت موعدا سنويا يجمع بين الفن والنقاش الثقافي الجاد.
وأكد الخضري على الأهمية الثقافية والسياحية والتاريخية لمدينة الجديدة، التي كانت مسرحا لتصوير أعمال سينمائية مغربية ودولية بارزة، من قبيل فيلم “عطيل” الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان سنة 1952، وفيلم “ابن السبيل”، مشيرا إلى أن مثل هذه التظاهرات تكرّس الجديدة كمدينة للسينما والفن.
واستحضر المنظمون خلال حفل الافتتاح أرواح عدد من الفاعلين الثقافيين والفنيين الذين رحلوا عن الساحة، مثل محمد الشوبي، وعلي حسن، والمخرج مروان عصامي، والمسرحي إبراهيم هشومي، مع التأكيد على استمرار تأثيرهم في المشهد الثقافي المحلي والوطني.
وتتضمن برمجة المهرجان عرض مجموعة من الأفلام التي تتناول موضوع الهجرة السرية من زوايا مختلفة، من بينها “ابن السبيل” لمحمد عبد الرحمن التازي، و”وبعد” لمحمد إسماعيل، و”الجولة الأخيرة” لمحمد فكران، و”الأندلس حبي” لمحمد نظيف، إضافة إلى فيلم “نوار عشية” للمخرجة التونسية خديجة لمكشر، وفيلمين وثائقيين من السنغال، وفيلم رسوم متحركة من أمريكا الجنوبية، في محاولة لمقاربة قضية الهجرة بشكل إبداعي وعابر للحدود الجغرافية.
كما تحتفي دورة هذا العام بعدد من الوجوه الفنية، من بينها الممثل رفيق بوبكر، والفنانة سناء موزيان، إلى جانب تكريم شخصيات ثقافية محلية فاعلة، مثل عبد الحكيم بن سينا، رئيس الجامعة الوطنية لمسرح الهواة، والثلاثي الموسيقي وداع عبد المجيد، عبد اللطيف، وعثمان، اعترافًا بإسهاماتهم في تنشيط المشهد الثقافي والفني بدكالة.
ويمثل مهرجان الأيام السينمائية لدكالة فرصة سنوية لتعزيز مكانة السينما كأداة للتفكير في قضايا اجتماعية معقدة، وعلى رأسها الهجرة غير النظامية، من خلال عروض وأفكار تسائل الواقع وتراهن على الفن كوسيلة للتغيير وبناء الوعي.