تتألق مدينة مراكش، جوهرة الجنوب المغربي، كإحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية، حيث تواصل استقطاب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، بفضل غناها التاريخي وتنوعها الثقافي والمعماري الفريد، الذي يعكس تمازج الحضارات الأندلسية والمغربية والعربية.
في هذا السياق، تستعد المدينة الحمراء لاستقبال حدث رياضي قاري كبير يتمثل في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، حيث تشهد حركية مكثفة على مستوى تأهيل بنيتها التحتية الرياضية والسياحية، بما يتماشى مع معايير التنظيم الدولية ويعكس صورة المملكة كبلد مضياف وحديث قادر على احتضان تظاهرات كبرى.
وتراهن السلطات المحلية والجهات المختصة على تعزيز جاهزية الملاعب والمرافق والخدمات المرتبطة بالسياحة والضيافة، في وقت تواصل فيه المدينة ترسيخ سمعتها كعاصمة سياحية ذات إشعاع عالمي. وتعتبر مراكش من بين أكثر المدن المغربية استقبالاً للسياح، لما تزخر به من معالم تاريخية وثقافية، تجعلها أشبه بمتحف مفتوح تحت السماء، يتداخل فيه الماضي العريق مع الحاضر النابض بالحياة.
من أبرز رموز المدينة، ساحة جامع الفنا، التي تُعد القلب النابض لمراكش وأيقونتها الثقافية والسياحية، حيث تتعانق العروض الشعبية مع عبق الموروث المغربي الأصيل.
هذه الساحة، التي تعود أصولها إلى عهد الدولة المرابطية، تحوّلت مع مرور الزمن إلى مركز نابض بالحياة يجمع بين الترفيه التقليدي والتجارة والتفاعل الاجتماعي والثقافي، وتعد محطة لا غنى عنها في أجندة الزوار من مختلف الجنسيات. بالقرب منها، ينتصب مسجد الكتبية التاريخي، ما يعكس مكانة الساحة كمركز ديني وتجاري وثقافي منذ قرون.
ساحة جامع الفنا ليست مجرد فضاء ترفيهي، بل هي مرآة تعكس روح مراكش وتاريخها العميق، حيث تتعدد العروض الفنية من مروضي الأفاعي ورواة القصص وفناني الشارع الذين يجسدون فن “الحلقة”، أحد أعرق أشكال التعبير الشفهي والفني في المغرب، والذي صنّفته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية.
وتحتضن الساحة أيضاً أسواقاً تقليدية، ومطاعم شعبية تقدم ألذ الأطباق المغربية، ما يجعل منها نقطة التقاء فريدة بين السكان المحليين والسياح من مختلف بقاع العالم.
ويعكس الاهتمام المتزايد بمدينة مراكش استعدادها الدائم للتأقلم مع متطلبات السياحة الحديثة دون التفريط في أصالة تراثها. هذا التوازن بين الحداثة والتقاليد، إلى جانب البنية الفندقية المتطورة وموقعها الجغرافي المتميز، يعزز من مكانتها كوجهة مثالية لتنظيم الفعاليات الكبرى، خاصة في ظل ما تعرفه من تطوير متسارع على مستوى البنى التحتية والمرافق الحيوية.
ومع اقتراب موعد انطلاق كأس إفريقيا 2025، يبدو أن مراكش تسير بخطى ثابتة نحو إنجاح هذا الحدث القاري، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل أيضاً من خلال تقديم تجربة متكاملة للزوار والمشجعين، تمزج بين الرياضة والثقافة والسياحة.
إنها فرصة جديدة للمدينة كي تؤكد مكانتها كعاصمة سياحية وثقافية، تواصل إبهار العالم بجمالها وكرم ضيافتها وتاريخها الحي.