ما تزال حوادث السير ترخي بظلالها الثقيلة على شوارع ومدن المملكة، رغم الجهود المبذولة وحملات التوعية المستمرة، إذ سجّلت المصالح الأمنية خلال الأسبوع الممتد من 6 إلى 12 أكتوبر الجاري حصيلة مأساوية تمثلت في مصرع 32 شخصاً وإصابة 3255 آخرين، بينهم 134 في حالة خطيرة، وفق ما أفادت به المديرية العامة للأمن الوطني.
وأوضحت المديرية في بلاغها أن 2453 حادثة سير وقعت داخل المناطق الحضرية خلال هذه الفترة، تعود أسبابها أساساً إلى العوامل البشرية، وفي مقدمتها عدم انتباه السائقين، وتجاهل حق الأسبقية، والسرعة المفرطة، إضافة إلى عدم انتباه الراجلين وعدم احترام مسافة الأمان، فضلاً عن مخالفات أخرى مثل تغيير الاتجاه دون إشارة أو في أماكن ممنوعة، وتجاوز الإشارات الحمراء والسياقة في حالة سكر.
وفي الشق المتعلق بالمراقبة والزجر، كشفت المعطيات عن تسجيل 39 ألفاً و606 مخالفة مرورية، وإنجاز 6472 محضراً أحيلت على النيابة العامة، إلى جانب 33 ألفاً و134 غرامة صلحية تجاوز مجموع مبالغها 7.2 ملايين درهم. كما تم وضع 3826 عربة بالمحجز البلدي، وسحب 6468 وثيقة، في حين خضعت 303 مركبات للتوقيف بسبب مخالفات خطيرة.
وتعكس هذه الأرقام استمرار نزيف الطرقات داخل المدن المغربية، على الرغم من تكثيف الحملات التحسيسية والمراقبة الأمنية، مما يطرح مجدداً إشكالية فعالية سياسات السلامة الطرقية، ويدعو إلى تعزيز الوعي المجتمعي بثقافة احترام قانون السير سواء من طرف السائقين أو الراجلين، في سبيل الحد من الخسائر البشرية والمادية التي تخلفها حوادث السير يوماً بعد يوم.
