بقلم الأستاذ مراد عيدني
شهدت مدينة جدة مؤخراً اجتماعاً هاماً جمع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث دار النقاش حول سبل تعزيز التعاون والتواصل بين الولايات المتحدة وروسيا، تمهيداً للمحادثات المرتقبة بين البلدين على الأراضي السعودية. ويُنظر إلى هذا الاجتماع على أنه خطوة مهمة قد تُسهم في فتح آفاق جديدة لحل النزاعات الدولية عبر الحوار والدبلوماسية.
لم يُعلن عن تفاصيل الاجتماع بشكل رسمي، إلا أن مصادر مطلعة أشارت إلى أن النقاشات تَركّزت على سبل إيجاد أرضية مشتركة بين الولايات المتحدة و روسيا، وذلك في ظل التوترات الجيوسياسية السائدة والتحديات المُشتركة التي تُواجه العالم، مثل الأزمة الأوكرانية والتهديدات الإرهابية وتغير المناخ. كما تطرق الاجتماع إلى أهمية الدور السعودي في تسهيل الحوار وَتَحقيق التقارب بين الطرفين.
يُذكر أن السعودية تُعد لاعبًا رئيسياً في الساحة الدولية، وَتَمتلك علاقات طيبة مع كلٍّ من الولايات المتحدة و روسيا. وقد أظهرت المملكة استعدادها لِتَقديم منصة حوار عادلة و مُحايدة لِلتَوصل إلى حلول سلمية للصراعات الدولية. ولذلك، فإن استضافة المحادثات الروسية الأمريكية في السعودية تُعتبر دلالة على ثقة الطرفين في قدرة المملكة على تَحقيق هذا الهدف.
يُعَدُّ هذا الاجتماع بين ترامب وماكرون خطوة مُهمة في تعزيز الدبلوماسية العالمية وَتَحقيق السلام الأكثر استدامة. فالاعتماد على الحوار وَالتفاهم هو الطريق الأمثل لِلتَغلب على الخلافات وَتَحقيق التعاون المُشترك. وَتَأكيداً لِذلك، فإن التعاون بين الولايات المتحدة و روسيا، كمُمثلين لِقُوتين عظميين، يُعتبر أمراً حاسماً لِلسَلام وَالأمن الدوليين.
ولكن، يُحاطُ هذا التفاؤل بِبعض التحفظات، فالتحديات الكبيرة التي تُواجه العلاقات الروسية الأمريكية تَتطلّب جهوداً دبلوماسية مكثفة وَصَبرًا كبيراً. وَتَحتاج المفاوضات إلى إرادة سياسية صادقة من كِلا الطرفين، وَتَفاوض بناء على المُبادئ الأساسية لِلقانون الدولي وَاحترام سيادة الدول.
يُتوقع أن يُصدر كلا الزعيمين بياناً مشتركاً بعد الاجتماع يُحدد مُخرجاته وَالتوصيات الناتجة عن النقاشات. وَسيُتابع العالم بِاهتمام بالتطورات المُستقبلية وَأثر هذا الاجتماع على المشهد الدولي. فالجهود الدبلوماسية المُتواصلة وَالحوار البناء هما الركيزتان الأساسيتان لِلسَلام وَالأمن العالميين