بقلم: عيدني محمد_مراكش
تعيش مدينة مراكش خلال الفترة الحالية على إيقاع تحولات عمرانية هامة، حيث ينفذ المسؤولون المحليون ومعدو السياسات التنموية خططًا طموحة لإعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية، بهدف تلبية متطلبات السكان والزوار المتزايدة وتثبيت مكانة المدينة كوجهة سياحية وثقافية رائدة على الصعيد الوطني والدولي. ويأتي هذا البرنامج ضمن تصور إستراتيجي شامل يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مجال التهيئة الحضرية، ما يعكس توجهات المدينة نحو التحديث العلمي والتنمية المستدامة.
وبالارتكاز على أولويات تحسين جودة الحياة وتسهيل التنقل، تتضمن المشاريع الحالية مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تطوير شبكات الطرق وتوسيعها، بهدف تقليل الاختناقات المرورية وتحسين الربط بين مختلف أحياء المدينة، خاصة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والمعالم السياحية الشهيرة. ويعتمد المخطط على مبدأ التكامل بين التراث والحداثة، من خلال تصميم مشاريع تراعي الطابع التاريخي لمراكش، وتوفر للبنى التحتية الحديثة مواصفات فنية متطورة تواكب الطلب المتزايد عليها.
وفي سياق تعزيز الخدمات والمرافق، يتم العمل على توسيع وتحديث شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، مع التركيز على تحسين مستوى النظافة والصحة العامة، انسجامًا مع المعايير الدولية في إدارة المدن المستدامة. ويحرص المسؤولون على إشراك المجتمع المحلي في عملية المخططات والتطويرات، لضمان تلبية الاحتياجات الحقيقية للمواطنين، مع العمل على تحسين جودة المرافق الحيوية مثل المدارس، والمستشفيات، والملاعب، والمراكز الثقافية.
أما على مستوى المواقع السياحية، فقد تم تخصيص استثمارات كبيرة لترميم وتأهيل المناطق التاريخية، مع الابتكار في تطوير مناطق جديدة تلبي تطلعات الزوار، وتعزز من صورة مراكش كوجهة سياحية عالمية. ويعد هذا المشروع جزءًا من جهود المدينة لتكريس مكانتها على خارطة السياحة العالمية، خاصة مع إطلاق حملات ترويجية وتحديث البنية التحتية بما يتوافق مع المعايير الدولية.
هذه المبادرات ليست مجرد خطوات تنفيذية، وإنما استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحويل مراكش إلى نموذج حضري يُحتذى به، يجمع بين استدامة التراث وديناميكية التحديث الحضري، مع مراعاة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في مسعى لتعزيز مكانة المدينة على الساحة العالمية.