بقلم: الأستاذ عيدني محمد _سلا
تُعدّ ظاهرة التسول، وخاصة تصرفات بعض الشباب الذين يمسح زجاج السيارات ويوقفون عند إشارات المرور في مدينة سلا، من المشاكل التي تقلق السكان، السائقين، والزوار على حد سواء. إذ بات العديد من المواطنين والسائقين يغضبون من تصرفات هؤلاء الشباب، التي تتسبب في إحداث فوضى وعرقلة حركة السير، بالإضافة إلى تشويه الصورة العامة للمدينة، التي كانت في الماضي تستقبل أكبر قراصنة العالم وترحب بسياحها، ولكن اليوم أصبح الكثيرون يتجنبون الاستمتاع بجمالها وتراثها بسبب هذه الظواهر السلبية.
يتحول بعض هؤلاء الشباب إلى مصدر إزعاج، حيث يتجمعون عند إشارات المرور، يلوّثون سمعة المدينة، ويؤثرون على التجربة السياحية السارة، الأمر الذي يُهدد استقطاب السياح، الذين قد يتراجعون عن زيارة سلا، خوفًا من الفوضى أو التصرفات غير اللائقة. ويظل السؤال قائمًا حول المسؤول عن تفشي هذه الظاهرة، وكيف يمكن للسلطات المحلية والأمنية أن تتدخل بحزم وفعالية لمواجهة المشكلة، وإعادة السلا إلى مكانتها التاريخية كوجهة سياحية مفضلة.
في السياق ذاته، يرى مراقبون أن الحلول تتطلب تكامل جهود متعددة، تشمل تحسين ظروف العمل للفئات المستهدفة، وإطلاق برامج تأهيلية وتوجيهية للشباب، وتوفير بدائل اقتصادية تساهم في تقليل الاعتماد على التسول أو التصرفات غير القانونية. كذلك، من الضروري تعزيز الحملات التوعوية التي تحث على احترام المدينة، والحفاظ على سمعتها، مع تشديد الرقابة على الأفراد الذين يعرقلون حركة السير ويشوهون صورة سلا.
ويمكن للسلطات أن تعتمد على إجراءات عملية، من ضمنها زيادة عدد عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية في المناطق الحساسة، وتنفيذ حملات تفتيش دورية، وتطبيق القانون بشكل صارم على من يعرقل حركة السير أو يمارس التسول بشكل مزعج. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تنظيم حملات ميدانية لتحسين صورة المدينة، وإشراك المجتمع المحلي في مبادرات توعوية ودعم المبادرات الاجتماعية والاقتصادية التي تهم الشباب، بهدف الحد من الظاهرة بشكل جذري وتحويل المدينة إلى فضاء حضري منظم وآمن، يعكس تاريخها العريق ويحفز السياحة مرة أخرى.
ختامًا، المعروف أن سلا كانت عبر التاريخ مدينة ذات مكانة خاصة، وكانت رمزًا لقوة التاريخ والفن والسيادة، ويجب أن تبقى كذلك، عبر مكافحة الظواهر السلبية، والعمل على تنمية المدينة بشكل شامل، يضمن أن يظل زوارها وشبابها فخورين بماضيها ونجاحاتها، ويعودوا إليها مستمتعين بمكانتها كعاصمة للتراث والسياحة.