بقلم: محمد عيدني_مراكش
شهدت مدينة مراكش في الفترة الأخيرة نتائج إيجابية ملموسة على مستوى سلامة الطرق وجودة خدمات النقل، حيث سجلت المدينة انخفاضًا واضحًا في حوادث السير، الأمر الذي يعكس نجاح السياسات والإجراءات الميدانية التي نفذتها السلطات المختصة على مدار الأشهر الماضية. ويأتي هذا التطور كجزء من جهود استراتيجية تهدف إلى تحسين البنيات التحتية للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمارة، وتعزيز موثوقية قطاع النقل الحضري.
وفي إطار هذه المبادرة الشاملة، تعتمد مراكش على تكثيف عمليات المراقبة المرورية على طول الطرق الرئيسية والفرعية، باستخدام وسائل تقنية حديثة لرصد المخالفات وتحليل حركة السير، بالتنسيق مع مصالح الشرطة والأمن الوطني. كما تم تنفيذ حملات توعية وتثقيفية حول أهمية الالتزام بقواعد المرور، لضمان تفاعل إيجابي من جميع الفاعلين، تعزيزًا لمناخ من الأمان على الطرقات.
وفي جانب تحسين تنظيم حركة النقل، تم العمل على إعادة ترتيب مسارات الطرق، وتطوير جداول توقيت وسائل النقل العمومي، بهدف تقليل التداخلات وتسهيل تنقل المواطنين والزوار بين مختلف أجزاء المدينة. ويجسد هذا الجهد، الذي يتكامل مع مشاريع التهيئة الحضرية، نوعًا من التطوير المنهجي للنظام المجهز لتحقيق سير عادل وآمن، بما يتماشى معايير السلامة الدولية.
أما على مستوى الأداء والتجهيزات، فقد تم تحديث البنية التحتية المخصصة للنقل، من خلال صيانة إشارات المرور، وتركيب أنظمة ذكية للتحكم في الإشارات، فضلاً عن تعزيز شبكات النقل العمومي وإضافة خطوط جديدة تتناسب مع النمو السكاني والتوسع العمراني. وقد ساهمت هذه التدابير في تحسين جودة الخدمة، وتقليل زمن الانتظار، وتعزيز الراحة للمسافرين، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على سلوك السائقين ويحسن من مستوى السلامة في المدينة.
وفي ظل هذه الإصلاحات، سجلت مراكش تراجعًا ملحوظًا في معدل الحوادث، وأصبح الأمر بمثابة مؤشر على نجاح الاستراتيجيات الأمنية والتنظيمية المطبقة، والتي تتلخص في مبدأ الشفافية والمراقبة الدقيقة. ويُعد هذا النجاح جزءًا من أهداف أوسع لتعزيز الحياة الحضرية، ودعم التنمية المستدامة، وترسيخ ثقافة الالتزام بقواعد السلامة المرورية بين جميع الفاعلين في المشهد الحضري.
تتجلى هذه المبادرات في سياق خطة شاملة لتحويل مراكش إلى نموذج متقدم في مجال النقل والسلامة، مع توفير بيئة حضرية آمنة، ومريحة، وتعمل على تلبية تطلعات السكان والزوار على حد سواء.