بقلم: عيدني محمد_ مراكش
في ظل التوقعات بزخم سياحي وفني مميز لموسم الصيف، تستعد مدينة مراكش، القلب النابض للثقافة والفنون بالمغرب، لاستضافة مجموعة واسعة من المهرجانات والفعاليات التي ترنو إلى إحياء المشهد الثقافي وتعزيز دور المدينة كمركز إشعاع فني وسياحي عالمي. يأتي هذا الاستعداد ضمن جهود المدينة لتنشيط القطاع السياحي، وفقًا لاستراتيجية تهدف إلى دفع عجلة الاقتصاد المحلي، مع الالتزام الصارم بالإجراءات الصحية اللازمة لضمان سلامة الزوار والمشاركين، خاصةً في ظل التحديات الصحية العالمية الراهنة.
وتشهد مراكش خلال الفترة المقبلة تنظيم تعددية من الفعاليات التي تتنوع بين المهرجانات الموسيقية، والعروض المسرحية، والمعارض الفنية، وورش الحرف التقليدية، والمبادرات التي تروّج للتراث الثقافي الأصيل، بهدف الحفاظ على تفاعل المدينة مع فنونها وتراثها العريق. وتعتبر هذه الأنشطة فرصة مثالية لإبراز غنى التراث الثقافي المغربي، وتعزيز حضور الفن المعاصر، بجانب تشجيع الحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من هوية المدينة وسياستها التنموية.
على مستوى الفعاليات، من المتوقع أن تستضيف مراكش مهرجانات كبرى تتنوع من حيث المحتوى والبرنامج، مع الحرص على تحقيق التوازن بين الترفيه والتعليم، مع المواكبة الصارمة لإجراءات التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، وتوفير وسائل التطهير والنظافة المستمرة، لضمان بيئة آمنة لكل الفعاليات.
وفي ذات السياق، يرى العديد من المهتمين أن مثل هذه المبادرات ليست فقط وسيلة لتعزيز السياحة، بل تُعد منصة لدعم وتشجيع الفنانين والحرفيين المحليين، وتقديم نماذج ناجحة لمنتوجات تراثية وفنية، تسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة مراكش على الخارطة الثقافية الدولية. كما تعمل على توفير منابر متنوعة للفنانين والمبدعين، وتوسيع قاعدة جمهورهم، سواءً من السياح أو من أبناء المدينة.
وفي إطار التحضيرات، وضع القائمون على الفعاليات خططًا لضمان فعالية تنظيمية عالية، مع وضع بروتوكولات صحية صارمة لضمان سلامة المشاركين والزوار، بما يحافظ على استمرار النشاطات بدون أي تأثير سلبي على الصحة العامة، وهو هدف تُعطَيه الجهات المختصة أهمية قصوى.
تؤكد مراكش أن موسم الصيف يحمل في طياته زخمًا ثقافيًا وفنيًا فريدًا، يهدف إلى إحياء روح المدينة الثقافية والفنية، وتعزيز حضورها على الساحة العالمية، مع الحرص على حماية صحة الجميع، وخلق بيئة محفزة للإبداع والابتكار، تليق بمكانة مراكش كعاصمة للتراث والفنون.