صادق مجلس جماعة الدار البيضاء بالإجماع، خلال جلسته الأولى من الدورة العادية لشهر أكتوبر 2025، على دفتر التحملات الخاص بطلب إبداء الاهتمام المتعلق بإحداث القطب الحضري الجديد “الوحدة الإفريقية”، بمقاطعة ابن امسيك.
وعُقدت الجلسة، التي ترأستها العمدة “نبيلة الرميلي” يوم الثلاثاء 7 أكتوبر، بحضور الكاتب العام لولاية جهة الدار البيضاء – سطات، وشكل المشروع أبرز محاور الدورة، بالنظر إلى طابعه الاستراتيجي وأثره المنتظر في إعادة تأهيل إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية وهشاشة على المستوى العمراني والاقتصادي.
وقالت الرميلي في كلمتها إن المجلس الجماعي “يعمل على تنزيل مشاريع ذات وقع مباشر على حياة المواطنين، في أفق إعادة التوازن بين الأحياء وتكريس العدالة المجالية”، مشددة على أن المرحلة المقبلة “يجب أن تكون مرحلة إنجاز ملموس يشعر به المواطن في حياته اليومية”.
مشروع استراتيجي بإمكانات واعدة
مشروع “الوحدة الإفريقية”، المزمع إنشاؤه فوق مساحة تُقدَّر بـ15 هكتارًا بين شارعي “الوحدة الإفريقية” و”عبد الله الصنهاجي”، يهدف إلى إعادة هيكلة النسيج الحضري لابن امسيك، وتحويله إلى قطب حضري متكامل، يجمع بين السكن والخدمات والأنشطة الاقتصادية.
ويتضمن المشروع إحداث 8 وحدات اقتصادية متعددة الوظائف، عبر تجهيزفضاءات للسكن والخدمات العمومية، خلق مساحات خضراء وممرات حضرية، ومرافق تجارية واجتماعية لدعم الاقتصاد المحلي.
ويُرتقب، بحسب جماعة الدار البيضاء، أن يُساهم المشروع في خلق أزيد من 20 ألف فرصة شغل مباشرة وغير مباشرة، ما من شأنه تعزيز اندماج المنطقة ضمن الدينامية الاقتصادية التي تعرفها العاصمة الاقتصادية، وتخفيف الضغط عن وسط المدينة.
مرحلة التنفيذ
المصادقة على دفتر التحملات تمثل الانطلاقة الرسمية للمسار التنفيذي للمشروع، حيث ستليها مرحلة إعداد الدراسات التقنية واختيار المستثمرين الذين سيُكلفون بتنزيل رؤية المشروع على الأرض.
ويُنظر إلى “الوحدة الإفريقية” كفرصة غير مسبوقة لإعادة الاعتبار لمقاطعة ابن امسيك، التي لطالما اعتُبرت من المناطق “المهمشة” على مستوى الاستثمار والتخطيط الحضري، رغم كثافتها السكانية العالية وحاجتها الملحة للبنيات التحتية وفرص الشغل.
مصادقات موازية
إلى جانب هذا المشروع، صادق المجلس خلال نفس الدورة على عدد من الاتفاقيات والمشاريع التنموية، من بينها: تأهيل البنية التحتية الصناعية بمنطقة سيدي البرنوصي، إنجاز طريق التهيئة “AC119” بمقاطعة “عين الشق”، بناء وتجهيز فضاء استقبال خاص بمرضى السرطان بالمركز الاستشفائي “ابن رشد”، وتوسيع برنامج التلقيح ضد “داء السعار”، بشراكة مع “معهد باستور”
نحو عدالة مجالية أكثر إنصافاً
تعكس هذه الخطوة – حسب متابعين للشأن المحلي – تحولا في مقاربة جماعة الدار البيضاء للتنمية الحضرية، من خلال التركيز على مناطق كانت خارج دائرة الاستهداف التنموي، في أفق تحقيق تنمية متوازنة تعيد رسم خريطة الاستثمار والخدمات على مستوى المدينة.