عشية انعقاد المنتدى الاقتصادي المغربي-الفرنسي بالداخلة، أجرت وكالة المغرب العربي للأنباء حوارًا مع السفير الفرنسي بالمغرب، السيد “لوكورتييه”، الذي أكد خلاله على أهمية الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية للمملكة، مشيرًا إلى المؤهلات الكبيرة التي تتمتع بها هذه المناطق، خصوصًا في مجال الطاقات المتجددة، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يؤهلها لتصبح مركزًا إقليميًا في منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
وقال السفير الفرنسي: “إنها رؤية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ونحن نتقاسمها ونريد الإسهام بفعالية في هذا المسار التنموي لفائدة الساكنة التي تتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا. نريد أن نكون شركاء في هذا المستقبل.”
وأشار “لوكورتييه” إلى أن الأقاليم الجنوبية للمغرب تشكل أفقًا جديدًا للتعاون متعدد الأبعاد بين فرنسا والمملكة، مشيرًا إلى افتتاح مؤسسات تعليمية فرنسية جديدة بهذه الأقاليم، ومركز ثقافي ومستقبلاً مركزًا لمعالجة طلبات التأشيرة، إلى جانب توسيع نطاق عمل “الوكالة الفرنسية للتنمية” ليشمل هذه المناطق.
وأكد خلال الحوار أن انعقاد المنتدى الاقتصادي المغربي-الفرنسي بالداخلة، الذي ينظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب وحركة مقاولات فرنسا (ميديف)، يحمل رسالة واضحة مفادها أن هذا الحدث، الذي كان يُعقد عادة في الرباط أو الدار البيضاء، يمكن أن يُقام أيضًا في الداخلة.
وأضاف السفير الفرنسي: “سنناقش خلال هذا المنتدى، تحت شعار “الأقاليم الجنوبية للمغرب: نحو آفاق جديدة لتنمية الشراكة الاقتصادية المغرب–فرنسا”، مختلف الفرص المهمة التي توفرها الداخلة والمناطق المجاورة، وسنعمل على بلورتها بشكل ملموس في إطار أوسع للتنمية في المملكة”.
وتحدث “لوكورتييه” أيضًا عن أهمية المغرب كشريك صناعي لفرنسا، خصوصًا في قطاعات السيارات والطيران، مؤكدًا أن القيمة المضافة لهذه الصناعات في المغرب تشهد ارتفاعًا مستمرًا، وأن المغرب يُعتبر فاعلًا رئيسيًا في تطوير الصناعة الفرنسية.
وأشار إلى توازن الميزان التجاري بين المغرب وفرنسا، قائلاً: “نحن نعمل ضمن منطق خلق القيمة داخل المغرب، سواء للسوق المحلية أو لإعادة التصدير نحو أوروبا.”
وأكد على إرادة البلدين في توسيع التعاون بين مقاولاتهما، ليس فقط في التجارة، بل أيضًا في مجالات إحداث المشاريع ونقل الخبرات لتحقيق تنمية مشتركة محلية.
وذكر السفير أن حوالي ألف مقاولة فرنسية تمتلك فروعًا في المغرب، مشيرًا إلى أن المقاولات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية التي تواجه تحديات في التوسع داخل الأسواق الأوروبية يمكن أن تجد في المغرب بيئة مواتية للاستثمار بفضل التنمية الاقتصادية التي يشهدها البلد، وخاصة دوره كجسر نحو إفريقيا جنوب الصحراء.
وختم الحوار بالتأكيد على ضرورة إقامة شراكة أكثر تقدمًا بين المغرب وفرنسا، مستفيدًا من الروابط الاقتصادية والتجارية والإنسانية المتينة بين البلدين.