في إطار الاستعدادات المكثفة لاستضافة نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، أطلقت السلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء مشروع إنشاء أولى محطات سيارات الأجرة النموذجية، بالقرب من محطة القطار “الدار البيضاء – الميناء”. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية شاملة لتطوير البنية التحتية للنقل بالمدينة، بما يضمن تنظيم حركة المرور وتحسين تجربة التنقل للمواطنين والزوار على حد سواء، مع مراعاة المعايير الحديثة في إدارة الخدمات الحضرية أثناء فترة المنافسات الرياضية القارية.
تسعى المحطة الجديدة إلى توفير فضاء منظم بالكامل لسيارات الأجرة بمختلف أصنافها، مع تخصيص مناطق مريحة للانتظار وتجهيزها بلوحات إرشادية واضحة لتسهيل توجيه الركاب نحو مختلف أحياء المدينة والمناطق السياحية الشهيرة. كما تم اعتماد تقنيات حديثة في تسيير حركة السيارات لضمان انسيابية التنقل وتقليل أي اختناقات محتملة، خصوصاً في الفترات التي تشهد ضغطاً كبيراً من الحركة بسبب الحدث الرياضي.
وتندرج هذه المبادرة ضمن برنامج أوسع لتأهيل البنية التحتية للنقل يشرف عليه المسؤولون المحليون بشراكة مع مجموعة من الفاعلين في القطاع الخاص والعام، بهدف رفع جاهزية المدينة لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار والسياح القادمين من مختلف الدول الإفريقية والعالمية. وتشمل الشراكة وضع خطط دقيقة لتنسيق الحركة بين مختلف وسائل النقل العام، بما يتيح تنظيم رحلات مريحة وآمنة لجميع المستخدمين، وضمان تقديم خدمات نقل عالية الجودة تلبي توقعات الجمهور.
ويرتقب أن تمثل هذه المحطة نموذجاً يُحتذى به لتعميم التجربة على محطات رئيسية أخرى في الدار البيضاء، بما يسهم في تعزيز صورة النقل العمومي في العاصمة الاقتصادية، وتحسين قدرة المدينة على التعامل مع تدفق المسافرين خلال منافسات كأس إفريقيا للأمم. كما تهدف السلطات من خلال هذه الإجراءات إلى تحقيق توازن بين تطوير البنية التحتية والنقل الحضري، وضمان سلامة وأمان الركاب، مع التركيز على الجانب التنظيمي لتسهيل الوصول إلى جميع النقاط الحيوية في المدينة.
وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية شاملة لتحديث شبكة النقل الحضري بالدار البيضاء، تتضمن استخدام أساليب متقدمة في متابعة حركة الركاب، وتحسين ظروف انتظار سيارات الأجرة، وتوفير لوحات معلوماتية تساعد الزوار على التنقل بسهولة ويسر. كما سيتم تجهيز المحطات المستقبلية بأنظمة رقمية تساهم في تسهيل إدارة حركة الركاب والسيارات، بما يضمن انسيابية الخدمات خلال ساعات الذروة والأيام المزدحمة، وهو ما يعكس حرص السلطات على تقديم نموذج حضري متطور وجاهز لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى.
بهذه الخطوات، تسعى الدار البيضاء إلى تعزيز جاهزيتها لاستضافة الحدث القاري، وضمان تجربة سلسة ومريحة للزوار والمواطنين، مع تقديم صورة حضرية متكاملة تعكس قدرة المدينة على إدارة النقل الحضري بكفاءة، وتؤكد التزام المغرب بالارتقاء بمستوى الخدمات العامة تماشياً مع المعايير الدولية في مجال النقل والتسيير الحضري.