جلالة الملك يعلن انطلاق عصر صناعة محركات الطائرات بإطلاق مركب “سافران” العالمي بالنواصر

يُمثل هذا المشروع المهيكل نقلة نوعية في مسار الصناعة المغربية، ويعزز مكانة المملكة كقطب استراتيجي وعالمي في صناعة الطيران. وسيحتضن هذا المركب المتطور، الذي سينشأ داخل المنصة الصناعية المندمجة “ميدبارك”، مصنعين متكاملين؛ الأول مخصص لتجميع واختبار محركات الطائرات، والثاني موجّه لأنشطة الصيانة والإصلاح لمحركات الجيل الجديد LEAP.

تعزيز لشراكة استثنائية وارتقاء بالقطاع

ليس هذا المشروع مجرد استثمار صناعي عادي، بل هو تجسيد للعلاقة المتميزة والشراكة الاستثنائية التي تربط المغرب بمجموعة “سافران” على مدى 25 عامًا. كما أنه يعكس الإرادة الملكية الراسخة للارتقاء بقطاع الطيران المغربي إلى أعلى مستويات التنافسية التكنولوجية على الصعيد العالمي.

تطور قطاع الطيران: إنجاز وطني بقيادة ملكية

وفي مستهل الحفل، تم عرض شريط مؤسساتي سلط الضوء على التطور الملحوظ الذي شهده قطاع الطيران، إحدى المهن العالمية للمغرب، وذلك بفضل الرؤية الاستشرافية لجلالة الملك والإصلاحات الجريئة والأوراش المهيكلة التي أطلقها.

وبهذه المناسبة، أكد السيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، في كلمة بين يدي جلالة الملك، أن المغرب، وبفضل هذه الرؤية، أصبح “وجهة عالمية لا محيد عنها في القطاعات المتطورة”. مسجلًا أنه “في ظرف أقل من عقدين، وبفضل الاستراتيجيات الطموحة، المتتالية والمتكاملة التي يقودها جلالته، تمكنت المملكة من إرساء صناعة طيران ذات مستوى عالمي”.

أرقام تدل على قفزة نوعية

واستعرض الوزير المؤشرات الدالة على هذا النجاح، حيث قفز رقم معاملات القطاع عند التصدير من أقل من مليار درهم سنة 2004 إلى أزيد من 26 مليار درهم سنة 2024. كما أصبح القطاع يضم أكثر من 150 فاعلاً، من بينهم أكبر المصنعين العالميين، مما يجعله واجهة حقيقية للخبرة الصناعية الوطنية.

تفاصيل المشروع العملاق

كشف السيد مزور عن تفاصيل المشروعين الأساسيين ضمن هذا المركب:

باستثمار يبلغ 1.3 مليار درهم، ستصل طاقته الإنتاجية إلى صيانة 150 محركًا سنويًا، وسيوفر 600 منصب شغل مباشر بحلول العام 2030.

باستثمار قيمته 2.1 مليار درهم، وسيركز على تجميع واختبار محركات الطائرات التجارية من طراز LEAP 1-A، المستخدمة في طائرات “إيرباص A320 Neo”. وستبلغ طاقته 350 محركًا في السنة، وسيخلق 300 منصب شغل عالي التأهيل في أفق 2029.

تموقع عالمي واستقطاب للمستثمرين

وأبرز الوزير الأهمية الاستراتيجية للمشروع، مشيرًا إلى أنه سيكون “ثاني موقع لإنتاج المحرك LEAP-1A على الصعيد العالمي”، مما سيرسخ مكانة المغرب ضمن سلسلة القيمة العالمية لمصنعي محركات الطائرات. كما سيعمل على جذب مصنعين جدد إلى المنظومة الوطنية، مؤكدًا أن صناعة الطيران تجعل من خلق فرص شغل دائمة ومؤهلة للشباب رهانها الأول.

من جانبه، أعرب السيد روس ماكينيس، رئيس مجلس إدارة مجموعة “سافران”، عن امتنانهم لترؤس جلالة الملك لهذا الحفل، معتبرًا أن ذلك “يُجسد، ليس فقط الاهتمام الذي يوليه جلالته للتنمية الصناعية بالمملكة، ولكن أيضًا البيئة الاستثمارية المثالية التي ما فتئ جلالة الملك يواصل تعزيزها عبر رؤية مستنيرة، جريئة واستشرافية”.

يعد إطلاق هذا المركب الصناعي الضخم إشارة قوية على نجاح النموذج التنموي المغربي، وخطوة محورية نحو تحقيق السيادة التكنولوجية والاستقلال الاقتصادي، حيث يضع المغرب قدمه بقوة في الخريطة العالمية لصناعة أحد أكثر المنتجات تعقيدًا وتكنولوجيةمحركات الطائرات.